5-
الشــعــر
عـنــد الجـعــفــري
« الــشــعــــر..
إنــفــعــالات وأحــاسـيـس.. تــنـطـبــع فـي الــقــلـــب, ثـم تــخــرج مــن..
الـشـفــتــيــن لــتــدخــل الــقــلــوب د و ن إســتــئـذان..»
الــجـعــفــــري..
قـال
الجـعــفـري الشعــر في سن مبكـرة . كـذلك بـدأ يلـقي قـصائـده في المحافـل
الأدبية بنـفـسه. فـي وقـت كان الـعــرف السائــد في المجـتـمع النجـفي يـومذاك
« أي فـي العشـرينـات مـن القـرن المنصـرم » ، أن يقوم بـعـض المتخـصصـين ممن
عـرفـوا برخامة الصوت ، والمـقـدرة بالقاء قصائـد الشعراء نيابة عنهم . غير أن
الجـعـفـــري خـرج عـن هـذا المألوف المتعارف . وأخذ ينشد قصائـده بنفـسه ..وكان
الـرائـد في هـذا النهـج و دون حاجة الى وسيـط . وتجاوز ذلك بإدخــال الشعــر
السياســي الـذي لـم يكــن مـألـوفـاً فـي مثـل تلك المناسبـات 46...
واكـب الـنهضـة
الأدبيــة فـي البـلاد الـعـربيـة وتطـوراتهـا
, وعــاصــرهـا وســايـرهـا فـي الـعــراق أكـثــر مـن نـصـف قـرن . كان أدبـه
وشعره أمتداداً طـبـيعـياً للأدب والشعـر الذي كان يحفـل به مـجـلـــس أســرتــه
الـتـي تـسـنـمـت الـريـادة فـي الـمـكـانـة الـديـنـيـة والادبـيـة لـقــرنـين
مـن الـزمــن 47 . ومـثـلت الـقـدوة فــي أعـمـالهـا . إذ كان مجلسهـا
مـلـتـقى الـعلـمـاء والادبــاء . تقــيم للـشعـر سـوقـاً ومـعـارض ومـبـاريــات
ومـقـارضــات . لقـد قـرأ الـجـعـفــري هـذا الـتاريخ الناصع لهذه الاسرة
العـريـقة وشـهـد بعـضاً من نشاطها وحـفـظ الكثيرمما قـيل فيها وعـنها . ونـسخ
دواويـن وكـتـبـا فـي الادب والـشـعـر مـن مـكـتـبــاتـهــا الـتـراثـيــة
الـعـامــرة 48 ...
يعـتـبر الجـعـفـري مـن رعيــل الجـيــل
الثـالــث من شعـراء النهضــة وادبائهـا فـي النجـف ، والمتمثــل
بالجـواهــري والصـافـي النجـفـي والجعـفــري والـحبـوبـي ‹السيـد
محـمـود › وعـبـد الرزاق محي الديـن وغيرهـم .متلقـفـين المذاهـب
والأساليـب الحـديثـة التي جاءت بهـا المدارس الشعـريـة مـن رومانـتـيكيــة ورمـزيـة وواقعيـة وأمثالهـا
.. ومزجهـا كـل بمـا لـديـه من إصـالـة الشعـر النجـفــي وعـروبـة أدائــه .. وأكـبر الظـن أن
هـذا الجيــل هـو اللـبنـة الاولـى لمـا نسميـه بالشعـر الـنجـفـي
الحـديــث 49. وكانـت أساليب الفـتـرة تتمثـل في الغالـب, بصفاء
الـتعـبـيــر ووضـوح الفكــرة , ومعانـاة التجـربـة لاتبـلغ حـد التكلـفـة . وهــنا نـرى الجعــفـري يـحــدد ذلـك بقـولـه :
رب بــــيــــت مــــن
قــــــصــــيـــــد رنّ كــالــســـهــــــم فــأصـــمــــى
|
خـــذ
بـــوحــي الـــطـــبـــع لا مــا لـــفـــظـــتـــه الــــنـــفـــس رغـــمـــا
|
إن فـــي
الـــكـــلـــفــــة مـــا تــــصــطــــك مــــنــــه الأ ذ ن صـــــمّــــا
|
ولــيــكـــن
مــعـــنـــاك ســــهــــلاً ولـــيـــكـــن لـــفــــظـــك ضــخـــمــا
|
أنظـروا كـيـف يتعامـل مـع حـدث معاهـدة 1930 ,
والحيـلـولـة دون المصـادقـة عليهـا . ومقاطعـة الانتخـابات
البرلمـانيـة , من أجـل بلوغ الحياة الكـريـمة والأستـقـلال التـام .
فهـويخـاطـب الشعـب للـوقوف بوجـه تلك المهـزلـة فـيـقــول: 50
فـيـم الـزعـاق وفــيـمـا الــويـل والـحـرب؟ والـحــق أضـيـع او تـسـتـــلــه الــقــضـب
|
قـد يـعـمـل الـسّـيـف بالاوضاع
مــنـفـرداً . ما لـيـس يعـمـل فيـهـا الجـحـفــل اللّـجـــب
|
ثـم يستنـكـر الـوعـود والاضاليــل , ولطالمـا كـانـت
نـوايـاهـم مبـيّـتـة ضـد مصـلـحة الشـعــب وضد أمــانــيـه :
إنـا
ســئـمــنــا وعــود الــقــوم عــاريــة . عــن الــحــقــيـــقـة مــحشـوّاً
بـهــا الـكــذب
|
جــاؤا بــمـهــزلـة فـي إثـــر
مــهــزلــة . فــكــلـّـمــا جَــدّ جِــدّ الـشـعــب هــم لـعــبـوا
|
تــربـعــوا
فـوق دسـت الـحـكـم لا رفـعــوا. ظـلامـة وحـبـال الــظــلـم قــد نــصــبـوا
|
ثـم يخـاطـب اولـئـك الساعـيـن لخـدمـة الأنكـليـز ، وتحـقـيـق رغـباتهـم لا رغـبـات وإرادة الشعـب الــذي رفـض الأنـتخابــات وقــاطــعــهـــا :
أبــرلــمــان
و هــذا الــشـعـب قــاطــعـه ؟ إلا الـقــلـيـــل , وكـم حــفـّت بــهـم ريــب
|
مـا مـثـّـل
الـمــجـلــس الــمـعـقــود أمــتــه . وإنـّـمــا عـــقـــدوه وفـــق مــا
رغــبــوا
|
ثــم يــستــمـر صــوتــه الــهـادر
وعـجــبـه مـن سـجــن الـشعـب ، وتكـبـيلـه بــهــذه المعـاهـدة فـيـــقـول:
ولـيـس فـي حـبـس شـخــص واحـد
عــجـبٌ .لـكـنـّـمـا حـبـس شـعـب كـلـّه عـجـب !
|
ومـا أدري إذا كـــنـتـم تعـلـمــون إن الـجـعـفــري , كـان أول شـاعـر عـراقي يحـمـل مـسؤوليـتــه الـقـوميـة في الـدفـاع عـن فـلـسطـيـن فـي شـعــره . فـقـد نـظـم قــصيـدة سنـة 1926, لا تـقــل حـماسـة وصدقـاً ،عــمـّـا كـتـبـه جـيـل الـنـكسـة بـعـد أربعـيـن عـامـاً: 51
أيـــن
حــــريـــة الــــعــــراق كــســـوه حـــيــن عــــرّوه حــلـــة وهــــمــــيــــه
|
وفــلـســطــيــن
وهـــي أم الــــرزايـــــا وهـــي الـــيــــوم ســاحـــة حـــربـــيـــه
|
شــبّ
بـركـانـهــــا مــن الـقــدس لـكــن عـــمّ كــــلِّ الـــجــزيــرة
الـــعـــربــيـــه
|
فـــبـــبــــغـــداد
ضــجــــة وهــــيـــــاج وبــــبـــيــــروت رنـــّــــة و رزيــــــــه
|
أ
فــنــخــلـي لــهــم فــلــسـطــيـن , كـلا او تــقـــام الــــمــجـــازر
الــبــشــريـــه
|
والجــعــفــري شـاعــر أمتاز شــعـره بالاصـالــة الـعــربـيـة والشـجـاعــة فـي الـمــوقــف.ذو عـقـل مـتــقــدم. حــتـى لـتـحـسـبـه قـد سـبـق مـجــتـمــعــه الـذي عــرف بالــضـيـق والـتـقــوقــع . لـذا تـراه فـي إحـدى قـصائـده بـعـنـوان ‹أحـفـظـوا عـنـي › يشـيــر لـذلك فــيــقــول : 53
أبــعــثُ
الــشـعـــــر رقـــيـــقـــاً كُـلـّمـــا أسـتـعــرضـتُ فــكــــري
|
فــي
أنـيــــن الـقـــوسِ تـُـصـمـي رنـــةُ مــــن لــحــــن شــعـــــري
|
أنـــا
فــــي عَـــــصــريَ هــــــذا ســـابـــقُ وقــــتـــي وعـــصْــري
|
كــــلُ
اوقـــاتـــي مـــهــــمُـــــومُ فـــيــــومـــي ألـــــفُ شــــهــــــر
|
طَـــبــــــــعَ
الــلــــــهُ لأمـــــــــرٍ بــسـمـــةً مــن فـــــوق ثــَغــــري
|
يــنـــقـــضـي
عُـــمــري ولـــمـّـا أدري مــــأ غـــايـــــةُ عـُــمــــري
إحــفــــظــوا
عـــنـّـيَ هـــــــــذا وا كــتــبـُـــوهُ فـــــــوقَ قـــــبـــري
|
ومـن
جـانـب آخـر دعــا الـى الـتـحــرر الاجـتـمـاعـي ومـسـانـدة الــمـرأة ودورهـا
الـهـام فـي الـمـجـتـمـع . فـكان مـن الـمـؤمـنـيـن بـنـصرتهـا وحريـتهـا وبأخـذ
نصيـبهــا فـي الـتعـليــم . فـفـي قـصيـدة صـارخـة ثـائـرة علـى الاوضـاع والـتـقـالـيــد
البـالـيـة الـمتـزمـتـة فـي العـشريـنـيـات مـن الـقــرن الـمـنـصــرم .
خـاطـب الـمـجــتـمـع الـنـجـفـي قـائـلاً : 54
هـــذ
ّبــوهـــا فــأنـهـــا بــشـــر لـكـــمــال الـحـــيــاة تــفـــتـــقـــــر
|
الـنــوامـيــس
بـــيــنــكــم شـــرع فــهـــي أنــثــى و آخـــر ذكــــــر
|
الـكــي
تـسـتـحــيــل حـامــضــة فــي زوايــا الـــبــيــوت تــدّخــــــر
|
وأدوهــا
وحــقــهــا غـــمـطـــوا ربُّ رحــمــاك أنـهـــم كــــفـــروا
|
أهــمـــلــوهــا
وأي مــــدرســة أهـمــلــوهـا لــو أنـهـــم شـعـــــروا
|
ثـم يـذهـب لأبـعـد مـن ذلك , فـي
إعـلاء شـأنهــا وإبــراز دورهــا الـعـربــي الـمـشــرق . كمـا كان فـي
الـمجـتمـع الـعـربـي الاسـلامـي , سـواء فـي البنـاء و الـتـقـدم والشـعـر و
الـحـروب والشـعـر. فـيستـذكـر ذلـك علـى مـدى التـاريــخ فـيقــول 55:
انـظـروا
الـمـرأة التـي ســلـفـــت كــيــف أعـــلــت مـقـامــهـــا الأول
|
فــهـي
تـأتـي عــكــــاظ نـابــغـــة وهـي فــي الحــرب فـارس بـطــــل
|
وهـي
فــي بــيـــتـهــا لأشـبــلـهــا مــرأة وهـي فـــي اللـقـــــا رجــــل
|
شـاركــت
زوجـهـــا بــمـكـســبـه فـهــو يـمـتــار وهــي تـشـتــغـــــل
|
ولا يـكــتـفـي بــذلـك , بـل تـعـدى وتحـدى الـواقـع النجفـي
‹الـديـنـي المـتزمــت ›. وطالـب بـنـبـذ الـعـبـاءة والحجـاب والــدعـوة
لـلـسـفــــور , فـي تلك البيـئـة وبتـلك الـفـترة , إذ يقــول 56:
كـيـــف
تـرجـو نـجـاحـهــا فــئــة كـلـلـّتـــهــا الـبــرود والـسـجـــف
|
مـن وراء
الـحـجــاب نـسـوتــهــا تـــتــهـــادى كـأنــهـــا طـــــــرف
|
كـلـّمــا
أبـصــرت عــلـــى كــثــب شـبـحــاً للـجـــديـــد تـرتــجـــف
|
تــتـــحـرى
إسـتــقــلال أمــتــهــا أخـسـأوا ان ذلـــكــــم صـــلــــف
|
كـــم
حــصــان تــروح ســافــــرة بالـحـيـاء والـعــفـاف تـلــتحــــف
|
وعـلى
العـكـس مـومـس خـطـرت وعــلـيـهــا الــدثـــار والـقـطــف
|
وإضـافـة
لكـل ذلـك, فقـد كـان الجـعـفـري مفطـوراً علـى النظـم بشتى ضــروب وفـنـون الشعـر
المتجـددة وأوزانـه . مـن المـوشحــات الـى الـبـنــد 57
, ومـن ثـم الى الـدوبـيــت 58. ومـنهـا هـذه القـصيـدة ‹
نشـوة الخـمـر›، التي تمـيزت بالغـزل العـرفـانــي , وبعـدة قـوافـي
. ويـقـول
د. كامـل مصطـفـى الشـيـبـي « هـي موشح مطلـعـه مـن وزن الـدوبيــت
نظمـه الجعفـري مـا بين سنتي 1924 – 1926. 59 وقـد نظمـت القصيدة بثـلاثة عنـاصـر.
وهـي أقـرب للشعــر الغـنـائـي . وكـانــت هـي واحـدة مـن القصـائد التي نظمهـا
الجعفـري لمقـارعـة الشيـوخ التقـليديــن المحافظين. والموشحـة مطلعـهـا:
عامـت
شهـــب الحـبـاب فـي الكاسـات .. مـذ
أشــرق وجـهـــه علــى الـحـافــات
|
فـهــذا العـنصـر الاول هـو مـن وزن الـدوبــيـت . أمـا العـنصـرالثــانـي فـكـان عـلـى إيـقــاع
أغــنــيـة شعـبيـة قـديـمــة معـروفـة
تـقـول :
لــيـش
نـايـــم يـابــو هـمـيـــان .. يــابـــــو زبـــــــون الــــــزري
|
أمــا الـمــقــطـع يــقــول :
بــــنــــت
كــــرم لـــــو تــــنــــادي شــيــــــوخ الأدب
|
أقـــبـــلـوا
ســعـيـاً عــلـــى الـــرأس طـوع الــطـــلــب
|
تــــاب
عـــــنـــهـــا شـــعـــــراء و لـــــمّــــا أتــــــــب
|
أمـا العنصـر الـثالـث, فـهـو الاخـرقـد جـاء عـلى إيـقـاع أغـنيـة شـعـبــيـة أخــرى
فـيــقـول :
عــصـمــلـي
وديــورمنـجــي ... مــا أنـطـانـــــي
وخـــــــلاّنــي
|
وذلـك بقــولـــه:
أنـّـــى
وهـــــي الســـلــــوى
|
وهــــي
الــمــنّ و السـلــوى
|
مـنــهـــا
نــبـعــتـــي تــروى
|
مـنهـــا
أكـتـست العـــظـام لــحــمـا أتـــرى
|
أن
أتـــــرك مــا بــرشــفــــهــا أقــــــواتــي
|
وكـان ذلك النظـم وبهـذا الاسلـوب , وفـي ذلك الـوقت , يـعـدّ كــيدأً وتحـديـاً للمحافظين مـن الشعـراء .. من الذيــن ثاروا علـى الاوزان العامـة ، وعلـى محاولات التجـديـد في النـظم والغـنـاء .. لا بـل تـحـريـم الغـنـاء تمامـاً... وكـان الــدافـع فـي النــظـم بهـذا الاسـلـوب , هــو إغـراء المـرحوم السيد خضـر الـقـزوينـي 60, وتشجـيعـه. والـقـول لا زال للدكتـور الشـيـبـي , إذ كـان خطـيبـاً وشـاعــراً ذا صـوت رخـيم يـمـيـل الـى الـترجـيـع فـي المجالـس, عـلـى أسس الغـنـاء الفــنـيـة ...
وكـانـت النتـيجـة أن قـامت ثـورة
عارمـة علـى هــذا الاسلـوب . ولـمّـا غـنـيت القـصيـدة , أجـاد بحيـث أطـرب حتـى
الجــدران ! وأصبحـت الموشحـة بثـلاث أوزان بعـد ذلك نـمطـاً ونـمـوذجـاً نظـم
علـى صـورته الكــثير مـن الشعـر. وأسلـوبــاً سـلكــه عــدد آخــر مـن الشعــراء
بعــد ذلك »... والقصيـدة نشـرت في ديـوانـه المطبـوع من قبل وزارة الثقـافـة سنـة 1985..
ومـــن شـعـره غـيـر الـمنشــور - فـــي رثــاء زوجـتــــه
مـاذا عــلـيـك لــو انـتـظـرت قــلـيـلا
|
قـلـبــاً تــفـيـّـأ جـانـحـيــك
مـقـــيــلا
|
||
هـــجــع الــنــعــــاة مـبـكــريــن
فـــــراح يــوقـــــظ فــي نـَعِــيّـــك
بــكــــــرة وأصـيـــــلا
|
|||
أســلـــمــــتـِـه للــراجـفــاــت
يــكــابــــــد الأســـقــــام مـــحــتـــرم الـطـبــيــب عــلـيــــــلا
|
|||
ويــكــــاد رغــــم الــضـعــف يـخــــرق
حــاجــــز الاضـلاع مـتـخــذا الـــيـك سـبـــيـــــلا
|
|||
قـــــدح الــدمــاء بـدمــعـــــه مـتـساقـطــا
|
شــرراً ونـــــاراً مـنـبــعــاً ومسـيــلا
|
||
ماغـبـت عنه "وغـبـت عنـه
" فــكـــلّـما
|
نــاداك عـــــاد لــــيــأســه
مـخــذولا
|
||
فـقــد الـتجـلــد يــوم فـقــدك فأنـبـرى
|
يــبـكي الــــرفـاق زمـيـلــة وزمــيـلا
|
||
مـا احــدقــــوا بـــك راويــا إلا ظـنـنــتــك قــد بــعــثــت الــى
الـصـغــار رســولا
|
|||
تـتـلـو
فـتـأنـس حيـن تـسمعـهـم مـعــا
|
قــد أتـقــنــوا الـتـرجيــع والـرتيــلا
|
||
بــاركـتـهــم
وودت لـــو عـايـشـتـهــم
|
خـلـفـا يـعـيش الـمكـرمـات نـبــيــلا
|
||
كـنـت
الـعِــمــادَ ومُـذ شـللت بـدا لـنـا
|
بــيــت الـمـحـبــة نـافــراً مشـلـولا
|
||
مـا شـام
طيـفــك بـارقـاً يـجـلوالأسـى
|
عــنّـا ومــا شــم الـنــسـيـم عـلـيــلا
|
||
عـفــّى
مـبـاهـجـه الأنـيســة جــمـلــة
|
جــرّ الــــرزايــا فــوقـهــنَّ ذيـــولا
|
||
عـشت
الجـنـان جـزاء سعـيك راضياً
|
في حـيــن عـشـنـاهُ شـجى وغـلـيـلا
|
||
مـا كـان
يـهــنـيــك الــتـنـعـّم دونـــنـا
|
حـتى ولــو
قــدر الـنـعــيــم قــلـيـلا
|
||
فـأذا أنـفـردت
بــنـعـمـة أخـرى وقــد
|
أبـقـيـتـنـا
نـشــقـى الـحــيـاة الاولـى
|
||
مثـوى الحـبـيـبـةِ عَـطـّرتـك
بـطيـبهـا
|
أنـــوار ربـّـــكَ مـــنــزلاً ونــزيــلا
|
||
يـا لـهـفــتـاه لـغـــرة سـلـخــت فــلــم
|
تـــبــزغ وكـان بــزوغـهــا مأمـولا
|
|
غـابــت وأسـرار الجـمـال فـلـم أعــد
|
الـقـى ولا الـصبـر الجـميـل جـميلا
|
|
يـا مــن تــطـلّــع للسـمــاء مـتـابــعــاً
|
أفـــق الأهــلّــة مـطــلــعـاً وأفـــولا
|
|
لا تـنـتـظـر عــبـثــاً هــلال
مـحـــرم
|
فـلـقـد أعــيـد الـى المحـاق قــفــولا
|
|
عــادت بـه الافـــلاك نـاكـصـة
الــى
|
الأم الــتي ثـكــلــتـه جــيــلا جــيـلا
|
|
كــذبـت بــروق الــدهـــر إلا مـرة
|
أسمعـنـنـا فـيهــا الـرعــود عــويـلا
|
|
وأريـنـنــا الآمـال تـخـلـــب لــبـّــنــا
|
نعــشـاً عـلـى أكــتـافــنــا محـمــولا
|
|
وسـقـيـنــنـا سـم الحـيــاة مشعـشعــا
|
بالـمـغــريـات مــروّقـــاً مـعـســولا
|
|
روح الـشقـيـقــة طأطـأت عـذبــاتهـا
|
وتـطـامـنـت بـعــد الشمـوخ ذبـــولا
|
|
لا تـبـعــدن وقــد أحــيــط بـنــا
مـعـاً
|
وأذكــر جنـاحـك واصلاً مـوصولا
|
إن ودعــت وأسـتـقـبـلـتـك
سحـابــتــا
|
دمـع وغــيــث يـهــمـيــان هـطـولا
|
|
فـلـقــد حـيــيــت بــرقـّـة
وبــرحــمـة
|
والـيــو م جُــسمـتــا لـنـا تـمــثـيــلا
|
|
فــارقــتــنـا فــتـشـعــبــت أكــبـادنــا
|
وتـشــردت فــلــذاتـتـهــن فــلــــولا
|
|
قـدكـان ينـظمهـا الحـنـان فـأصبـحـت
|
كالعـقــد فـصّـلـه الــرّدى تـفـصيـلا
|
|
فـــإذا تــلاقـــت أنــطــقــت
أشـجــانــهـــا الــخــرســاء دمــعــاً ســائـــلاً مـســــؤولا
|
||
وعـــد الألــــه بــأن يـعــــوض
رائـــد الـحـســنــات أجـــــراً لا يــحــــدّ جـــــزيـــلا
|
||
ولــــذا أعـــــدّ فـأرخـــوا ‹ لــك جـــنــة وكـــفـى بـجــنــات الـخـلــــود بــديــلا›
1398 هـ
|
ولــه أيضــا
فـي تـاريخ وفــاة المــرحـومـة زوجـتــه "أم ريــاض "
هــــمـَّـهـا أن تـشـهــــد الشـــهــــر
الــــذي
|
كان فـيـه مصرع السـبطِ الـعـظـيمِ
|
|
فـــمــضــتْ
تــســأل عـــــن غــــــرّتــــه
|
كـل يـوم مــن حــبـيــب
وحـمــيـم
|
|
وأسـتـهــــلـــتـــهــا فـــــأرخ‹ وبـــــــهــــا
|
وفـدت ضـيــفـاً عـلى ربّ كـريـم›
1977 م
|
No comments:
Post a Comment