Monday, 5 September 2016



    لـمـاذا صــالـح الجـعــفــري

أبـدل الشاعـر لقـب الاسرة والذي عـرف به « كاشف الغطاء» الى لـقـب جـديد نحـته لنـفسه « الـجـعـفـري » منتسباً الى جـده الأكبر الشيخ جعـفـركاشف الغطـاء حبـاً وإعتـزازاً 9 . ويقـول بهذا الخـصـوص: « غـير أني أخـتلـفـت عـن أسـرتي فـي شـي واحد ,هـو تـفـتحـي الشخصي علـى مـا يـمــرّ فـي الوطـن العـربـي مـن أحـداث وتـطـورات, كمـا فـي بقيـة أنحـاء العالـم . حـيـث كـنت أتـواصـل عن طريق صحـفـه ومجـلاتـه, وأقـرأ مـا ينـشـر ويصـدر . وأتعـرف علـى ما يـدور ويحـدث. وبـذلك تحـررت مـن التـزمت الـملازم للأسـرة الـديـنية مـنذ ذلك الـوقـت..
وقـد صاحـب الاتصـال بالعـالـم الخارجي والتـفاعـل مع ما يـدورمن حـركـات التحـرر, أن ينعـكـس ذلك ويـجـد مـن أشعـاري صـدىً ومتـنـفـسـاً . ولا يـمـنـع أن تكـون التـفاعـلات عـربـيــة او مـن خـارج الـوطـن الـعـربي » . فأنـا أول من حـيـا الـهـنـد بشخـص ‹المهـاتـما غـانــدي› في حركـتـه التحـرريـة و المقـاومـة السلميــة  في آذار 1930 ضـد الأحـتـلال البــريطانـي بـقصيـدة قـلـت فــيـهـا 10 :  
              
                            
ولـم يكـتـف الشاعـر الــجـعـفــري بالشعــر وحـده يـحـمّله أفـكاره وتـطلعاته . بل عــمـد الـى الحـرب ضـد مـنـاؤيــه , بـتـرجـمة الـرسـالـة التي كـتـبها الـعالـم الميـرزا محـمـد حسـيـن النـائـيـني .وهـو احـد المجتهـديـن الـمنـاوئيـن للاسـتـبداد وتحـبــيـذاً للمبـادئ الـديـمـقـراطـية . وتـنـزيـهاً للأمة من أن تـجـري وراء الاسـتـبــداد والـفـرديـة... وكانـت الـرسـالـة بـعـنـوان « تـنـبـيـه الأمـة وتـنـزيـه الـملـة ». و كانت تـعالـج مـوضـوعـا ً كان سـاخـنا ً يـومذاك ,هـو موضوع « الـمـشروطـة والـمسـتـبــدة » . قــام الجـعـفــري بـتـرجـمة الـرسالة الى الـعــربـيـة مـوشحـاً أيـاهـا بـعـنـوان عـصـري هــو « الأســتـبــداد والــديـمـقـراطـيـة »11...

وقـد أسـتـهـدف الـجـعــفــري مـن الـنـشـر , الاعـلان عـن الاراء الــتي تـحـمـلها تـلك الـرسالـة الجـريـئة. وخـاصة في ما يتعـلـق بحـريـة الــمرأة وحـرية الـرأي والصحافـة.. تـلك الاراء التـي كانـت تطابـق اراء الـجـعـفـري وتـطـلّعـاتـه الفـكـريـة.. كما اسـتهـدف في الوقـت ذاتـه النـكايـة بمـن نـاوأه وتحامـل عـليه لـدعـوتـه لتـلك الأفـكار الجـريـئـة في شـعـره..

ولـعـل مـن غــيـر الـمـسـتـغــرب, أن يـنـقــل جـمـاعـة من لـداته او أتـرابه. مـمـن وجـدوا فـي تطلعاته تـلـك , ونـزعاته الـتحررية مــن قــيــود الاسـرة , موضعاً للطعن فيه . وفرصة لاتهامه بالخروج عـلـى تـقـالــيـد الاسـرة الـعـلـمـيـة والـد يـنــية الــرفـيـعـة الـمـقـام ,«أسـرة آل كـاشـف الــغـطـاء » , وهـو مـن افــرادها...




ويبـقى هـؤلاء المتـربصون او جـلّهم , بيـن مؤيـد لأفكاره ومعـارض لها. ويـقـوم الـبعـض بنـقـل تـلك المساجـلات والمجـادلات , الى اركان اسرته . وفيها يومذاك المجـتهـدان الكبيران الامام الـشـيخ مـحـمد حـسـين كاشـف الـغـطاء والـشيـخ هادي بن الـشـيخ عـباس كاشف الغطاء, اللـذان أبـديـا ‹ في الـنهـاية › عـدم إســتـحـسانـهـمـا و رضـاهـمـا لـما فـعـلـه. ذلك لأنه وضع مـكانة الاسـرة الـعـلـمـيـة الــديـنـيـة في حرج كــبـير . فـمـا كان مـنـه إلا أن نـظـم عـلى الـفـور قـصــيـدة مـنهـا هــذه الابـيـات 12 ...
         

وقــد أعــتـبـرت الاسـرة ذلـك جــرأة وتـجـاوزاً عـلـى الـعــديــد مـن الأعــتـبـارات , والــتـنـكر لها ولزعامتها الديـنية . فكان ذلـك إيـذانـاً بــتـجـرد الـجـعــفــري مـن ذلـك الـطـوق , وأن يـلـجـأ للأنـتـسـاب لـجـده الــرابـع الـشـيـخ جـعــفــر ا لـكــبـيـر كمـا سبـق وأشـرنـا ...



ولـم يـكـتـف بـذلـك , وإنـمـا تـعـرض مـجـددا بـقـيـصـدة عـنــوانـهـا ‹ بـعـد سـنـة › عــبـّر فـيـهـا عـن مـدى تألـمه لــتـلك الــمـواقــف إذ قــال 13 :










No comments:

Post a Comment